دور-النباتات-في-تنسيق-الحدائق

دور النباتات في إنشاء وتنسيق الحدائق

80

للنباتات دور حيوي في الحديقة فهي مصدر الخضرة، وتساهم في تنقية الجو من الملوثات وتلطيفه وتخفيف الضوضاء، كما أنها توفر الظل وتضبط حرارة الجو وتزيد نسبة الرطوبة، وأيضا فإن مزيج خضرة النباتات مع ألوان الزهور يمنح أثرا نفسيا رائعا، يبعث على السرور والسعادة والراحة النفسية والهدوء، ويخفف عن المواطنين مشكلاتهم الحياتية وهمومهم مما يساعدهم على تجديد النشاط والحيوية، وزيادة القدرة على العطاء والإنتاج.

نظرا لأن النباتات تعتبر بمثابة الهيكل العظمي للحديقة، فإن زراعة الشجيرات والشجرات والعشبيات المعمرة والمتسلقات والحوليات والزهور ونباتات الصبار يمنح الحديقة جمالا وبهاءا ويجعلها مصدرا يبعث الهدوء والراحة، ويجذب الجمهور إليها ويجعلهم يأتون إليها من كل حدب وصوب.

ولاستغلال النباتات بشكل جيد كعنصر حيوي وأساسي في تنسيق الحدائق، لا بد من دراسة جميع خصائصها والتعرف على مظهرها العام من أوراق وثمار وأزهار، والتعرف على دورة حياة النباتات بالكامل واحتياجاتها من البيئة، وأيضا التعرف على التكوين المعماري الخاص بالنباتات (والذي يتمثل في قطر النبات ومدى ارتفاعه والمساحة التي سيحتلها عند نموه ووصوله للحجم النهائي، وموعد الإزهار ومدة حدوث الإزهار،

بالإضافة إلى الصفات التي تتميز بها الأزهار والثمار، وأيضا معرفة ما إذا كان النبات متسديم أو متساقط الأوراق، ويقع على عاتق الشخص المسؤول عن التنسيق مهمة اختيار نباتات مختلفة بحيث تكون متباينة في خصائصها، التي تشمل طبيعة النمو ومواعيد الإزهار وغيره، وذلك بهدف أن تبدو الحديقة مزهرة طوال العام.

وفيما يلي أهم المجموعات النباتية التي تستخدم في تنسيق الحدائق:

1. الأشجار

هي عبارة عن نباتات خشبية ذات حجم كبير، وارتفاع يتجاوز 3 أمتار، ولها جذع واضح وخال من التفريعات الجانبية لأمتار عديدة، ولها تاج (قمة) ذات شكل محدد.

يتم زراعة الأشجار بعدة طرق فإما أن تزرع كأشجار منفردة، مثل شجرة الصنوبر والعرعر والنبق والصنوبر والجميز والمانوليا وشجرة عيد الميلاد، أو قد تزرع الأشجار في مجموعات (والتي تكون إما مجموعات منتظمة في الحدائق الهندسية مثل المخروطيات، أو غير منتظمة في الحدائق الطبيعية، مثل مجموعة أشجار النخيل أو مجموعة من أشجار الفيكس المختلفة،

كما قد تزرع الأشجار بغرض الحصول على الظل (كأشجار الفيكس وأبو المكارم والجميز والنبق)، أو قد تزرع الأشجار لاستخدامها كمصدات للرياح (مثل: الكازوينا والكافور)، أو لاستخدامها كساتر لإخفاء بعض المناظرغير المرغوبة، حيث تستخدم كل من (أشجار الكافور والحور والسرو والميلالوكا والحرو ) لهذا الغرض،

أما الأشجار المتهدلة ومنها (أشجار التاكسوديم والصفصاف والفلفل بورق رفيع) فيتم اللجوء إليها لتنسيق الحدائق المائية وللزراعة على حواف الترع، كما أن الأشجار المزهرة (مثل أشجار خف الجمل والبوانسيانا والبومبكس والجكرندا) فهي تزرع بهدف تعويض قلة الأزهار في الحديقة.

نقل الأشجار

الطريقة المثلى لنقل الأشجار متساقطة الأوراق هي طريقة الملش، أي نقلها قبل بداية نمو البراعم مباشرة (بدون صلية) إلى المكان المستديم، وذلك في فترة أوائل فترة الربيع، مع تأخير نقل الأشجار الأخرى التي يتأخر بدء نشاطها إلى شهر أبريل، ومنها أشجار البونسيانا والسرسوع والجكرندا والفيكس، ويمكن في أي وقت من السنة نقل الأشجار مستديمة الخضرة بصلايا، والأفضل القيام بذلك عند اعتدال الجو في فصلي الربيع والخريف.

زراعة الأشجار في المكان المستديم

يتم عمل حفرة كبيرة بحيث يزيد حجمها عن حجم المجموع الجذري للشجرة، وبالمقدار الذي يسمح بإعادة وضع التراب الناتج من الحفر حول الشجرة مجددا، وكبسه حول الشجر بغرض زيادة التثبيت.

وإذا كانت التربة المخصصة لزرع الأشجار غير جيدة يمكن عمل حفرة كبيرة (1 X 1 X 1 م)، وذلك لوضع تربة جيدة فيها أو وضع سماد بلدي قديم متحلل بنسبة (5:1) ومخلوط الطمي، ويتم زراعة الأشجار متساقطة الأوراق بوضعها بطريقة رأسية في مركز الحفرة، ومن الأفضل أخذ جزء من التربة الناتجة عن الحفر وتكويمه على شكل هرم في منتصف الحفرة حتى يكون المجموع الجذري للشجرة المنقولة على قمة هذا الهرم، ومن ثم يراعى توزيع الجذور بطريقة منتظمة ومريحة على جوانب الهرم ثم الردم عليها،

ويفضل زراعة الأشجار بمستوى أقل عما كانت عنه في المشتل بحوالي 5 سنتيمتر، وحتى يصبح النبات قادرا على مقاومة تأثيرحركة الرياح في المنطقة يراعى امتداد الجذور القوية في الاتجاه الذي تهب منه الرياح، وينبغي التأكد من كبس التربة حول الجذور جيدا ووضع الماء في الحفرة حتى الامتلاء، ثم يتم استئناف ملأ الحفرة بالتربة في اليوم التالي (بعد هبوطها)، ثم يسوى سطحها ويتم ريها بالماء.

ولمنع الرياح الشديدة من خلخلة الأشجار المتساقطة ولضمان نموها بشكل مستقيم، فإنها غالبا ما تكون بحاجة إلى دعامات يتم تثبيتها رأسيا بجانب تك الأشجار أثناء زراعتها، والمكان الأمثل لوضع تلك الدعامة هو أن تكون في الجهة المقابلة للجهة التي تهب منها الرياح، ثم يلف جذع الشجرة بقطعة من البلاستيك أو بالخيش وتربط بدعامتها جيدا بالسلك.

وتزرع الأشجار المستديمة بطريقة أخرى وهي وضع صليتها في منتصف الحفرة، على مستوى يقل بنسبة بسيطة عما كانت عليه في المشتل (مع ترك الخيش أو الصفحية المنزرعة بها وعدم نزع أي منهما)، ثم يتم إهالة التراب الناتج من الحفر عليها وتسوية سطحها وريها، وأحيانا ينصح بالقيام بعملية الرش للمجموع الخضري لمدة شهر مرتين يوميا في الصباح والمساء.

ولحماية الأشجار المنقولة من أشعة الشمس المباشرة، يستخدم دهان أبيض (مصنوع من محلول جير على سبيل المثال) لدهان تلك الأشجار المنقولة، أو أنها تغطى بالخيش لفترة إلى أن يبدأ التفريع، حيث أن أشعة الشمس يمكن أن تتسبب في دخول الحشرات الثاقبة إلى الشجرة، كما ينبغي الحرص على عدم تعرض النباتات المنقولة للعطش خاصة في العام الأول، ولذلك لا بد أن تروى بغزارة في تلك الفترة.

تقليم الأشجار

تقليم الأشجار هو التخلص من الأجزاء الزائدة من النمو في الوقت المناسب، وذلك بهدف التحكم في نمو الشجرة وتشكيلها حسب الشكل المراد، وإذا روعي الاختيار الحسن للشجرة وفقا للغرض المنزرعة لأجله فقد لا نحتاج إلى التقليم إلا نادرا، وفي المعتاد لا تكون أشجار الظل بحاجة إلى التقليم، إلا في حالة الرغبة بوصول كمية أكبر من الضوء من خلالها،

ففي هذه الحالة تزال بعض أفرعها، ولا تخضع الأشجار للتقليم في المعتاد إلا إذا كانت منزرعة في التنسيقات الهندسية، أما الأشجار المنزرعة بالتنسيقات الطبيعية فمن الأفضل عدم القيام بتقليمها نهائيا إلا في حالات الضرورة القصوى، والتي تتضمن ما يلي:

  • إنشاء توازن بين كل من المجموع الخضري والجذري خصوصا بالنسبة للأشجار حديثة الزراعة.
  • التخلص من الأفرع الميتة والمكسورة وكذلك الأفرع المصابة بالآفات والحشرات.
  • التخلص من النموات الشاردة أو الشاذة والتي لا تتناسب مع المباني أو المرور.
  • تشجيع النمو في الاتجاه المراد وزيادة التفريغ وحمل الأزهار في الموسم القادم.
  • تجديد شباب الأشجار المسنة واستعادة حيويتها.
  • جعل الأشجار في أشكال هندسية منتظمة.
  • تقليم جذور بعض الأشجار لتقليل حجمها وإبطاء نموها.


وفي المعتاد لا يوجد وقت محدد لتقليم الأشجار مستديمة الخضرة، وإنما يمكن تقليمها في أي وقت على مدار العام، ولكن من الأفضل القيام بذلك قبل أن يبدأ النمو الجديد مع حلول فصل الربيع، كما ينصح بعدم التقليم في الشتاء خوفا من البرودة، وبعد انتهاء إزهار الأشجار المزهرة يمكن تقليمها، بينما الأشجار المتساقطة يكون من الأنسب تقليمها في وقت سكون البراعم وبعد أن تسقط الأوراق.
وفيما يلي نذكر أهم أشجار الحدائق الشائع تدولها في جمهورية مصر العربية:

أشجار مستديمة الخضرة: الفلفل (ذو ورق عريض أو رفيع)، المانوليا، الزيتون البري، النبق، البلوط، أكاسيا ساليجنا، الجميز، الجامبوزيا، الحور، الكازوينا، الكافور، السرسوع، التيرميناليا، الميلالوكا، معظم أنواع الفيكس.

أشجارمتساقطة الأوراق: الكاسيا نودزا، البومبكس، التوت، اللبخ، الجنكو، الزنزلخت، الشنار، الجكرندا، البوانسيانا، صفصاف أم الشعور.

أشجار مزهرة: الكالسيا فستيولا، الكالسيا نودوزا، التيكوما، الإثرينا، خف الجمل، الجكرندا، أبو المكارم، التيكوما، البوانسيانا، البومبكس.

2. الشجيرات

الشجيرة هي عبارة عن شجرة صغيرة لا يتعدى ارتفاعها الثلاثة أمتار، ويكون لديها عدة سيقان تخرج من سطح التربة أو بالقرب منه، ولا يوجد لها جذع واضح أو قمة ذات شكل محدد.

وتكمن أهمية الشجيرات في أنها تساهم في إضفاء مظهرا جماليا على الحدائق ذات المساحة الصغيرة، والتي لا يمكن فيها زراعة الأشجار الكبيرة، كما يتم زراعة الشجيرات في مجموعات متزاحمة في الحدائق الطبيعية، وفي بعض الأحيان يتم استبدال الحوليات بالشجيرات وذلك لإنتاج أزهار بألوان متعددة، وعلاوة على ذلك فإن الشجيرات تدخل كذلك في إنشاء الأسيجة، خصوصا المختلطة حيث يظل أثرها الجميل مستمرا طوال أشهر السنة تقريبا.

ومن أهم ما يميز الشجيرات ارتفاعها المتوسط، ولهذا السبب يتم الجوء إليها لإيجاد التدرج الملائم بين الشجيرات والحوليات، وعلاوة على ذلك فإن لها دورا حيويا في الربط بين الحديقة والمباني، كما تستخدم الشجيرات لتحديد المشايات وتجميل المداخل وتوفير العزلة وإنشاء مناظر خلفية جميلة،

وكذلك تزرع الشجيرات على المسطحات الخضراء منفردة، وفي بعض الأحيان يتم اللجوء إلى زراعة الشجيرات المتهدلة في أحد أركان الحديقة لتجميل هذا الركن وإضفاء عنصر المفاجأة، وعندما تكون الحديقة في مكان عام فيكون للشجيرات دورهام في كتم الأصوات وخفض الضوضاء، وفضلا عن ذلك فإن الشجيرات والأشجار كلاهما يستخدم في خلق الفراغات في جميع أنواع الحدائق.

زراعة الشجيرات

يتم زراعة الشجيرات بنفس الخطوات التي تزرع بها الأشجار، والاختلاف بينهما يكون في الجور التي تزرع فيها الشجيرات، والتي تكون أبعادها 50 X 50 X 50 سنتيمتر، كما أن الشجيرات يتم نقلها عندما تصبح بعمر (1 – 2 ) سنة.

تقليم الشجيرات

لتقليم الشجيرات أهمية كبيرة في إزالة الأفرع المصابة والميتة، ولفتح قلب الشجرة لمرور المزيد من الضوء، وكذلك للحصول على الشكل المراد الذي يتلائم مع الغرض المستخدمة لأجله، وبالنسبة للشجيرات المزهرة فيمكن تقليمها بعد موسم الإزهار، ولا ينبغي تقليم الشجيرات الحساسة للبرد في الشتاء.

وحتى يتم تجديد الشجيرات لا بد من إزالة كافة الأفرع القديمة عند سطح التربة، مع ترك 3 – 4 من الأفرع فقط بحيث تكون موزعة بشكل منتظم، والتي يتم تعقيرها أي تقليمها تقليما جائرا بهدف تجديد النشاط والحيوية للشجيرة، مما يساعد على بزوغ العديد من النموات الجديدة التي تتطلب العناية والاهتمام عن طريق الري والتسميد حتى تنمو بقوة.

ومن أهم أنواع الشجيرات التي تنتشر في جمهورية مصر العربية: الأدهاتودا، اللانتناكمارا، البيتسبورم، الدفلة (ورد الحمار)، البوستاشيا، التيفتيا، المواريا، الأكاليفا، الملفافسكس، البقم (سيزالبينيا)، الدورانتا (المبقشة والخضراء)، الدودونيا، التيكوما، الهبسكس، التويا، التيفتيا، الورد بأنواعه وغيرها.

3. المتسلقات

هي مجموعة من النباتات ذات سيقان ضعيفة عادة، ولذلك لا يمكنها حمل نفسها والنمو لأعلى، وبالتالي فيتم تثبيتها بدعامة أو تكعيبة لتتسلق عليها ثم تنتشر بعد ذلك في كافة الاتجاهات، وتستخدم المتسلقات دائما لتجميل واجهات المباني والبوابات والمداخل بفضل جمال أزهارها وأوراقها،

كما تستخدم أيضا لحجب المناظر الغير مرغوبة وتغطية الأعمدة وجذوع الأشجار العارية والبرجولات، حيث يستخدم في ذلك المتسلقات مستديمة الخضرة الغزيرة والتي تنمو بسرعة مما يجعلها مثالية للتغطية والإخفاء، وكذلك فدائما ما يتم اللجوء إليها عند إنشاء الكورساج والأقواس.

زراعة المتسلقات

لا يوجد اختلاف بينها وبين زراعة الشجيرات، إلا أن المتسلقات تحتاج دائما إلى وضع دعامة مناسبة لها، وذلك بالنسبة لأنواع بعينها من المتسلقات مثل الأنواع التي تستخدم المحاليق للتسلق، أما الأنواع الأخرى التي تتسلق الجدران والمباني وجذوع الأشجار والحجارة فإنها لا تكون بحاجة لدعامة، حيث أنها تتسلق عن طريق الجذور أو مخالب شبيهة بمخالب القطط.

التربية والتقليم

عندما يتم تربية النبات المتسلق بغرض استخدامه كسياج لا بد من تشجيع التفريع الجانبي، عن طريق قرط كل من القمة الطرفية للساق الأصلي وكذلك قمم الأفرع الجانبية بعد الزراعة، كما قد يتم التشجيع على النمو الطولي وذلك بغرض التربية للتسلق والوصول إلى ارتفاعات عالية،

وذلك عن طريق إزالة معظم السرطانات والنموات الجانبية إلى أن يصل الساق الرئيسي إلى المكان المراد، عندها يترك لينمو بطبيعته، وبالإضافة إلى أعمال التربية من الضروري أيضا خف الأفرع المتزاحمة والتخلص من الأفرع المصابة والميتة، ويكون موعد تقليم المتسلقات ذات الأوراق المتساقطة في شهري فبراير ومارس، أما المتسلقات مستديمة الخضرة المزهرة فيتم تقليمها بعد موسم الإزهار مباشرة، كما يمكن تجديد المتسلقات وإعادة الحيوية لها بنفس طريقة تجديد الشجيرات عن طريق التقليم الجائر.

ومن أمثلة المتسلقات واسعة الانتشار في جمهورية مصر العربية:

الفضية (ارجيريا)، مخالب القط، التيكوما، طربوش الملك، البلومباجو، البيمونتيا، الياسمين (الأبيض والأصفر والبلدي)، اللوف المصري، اللبلاب، الجهنمية بأنواعها، شبر فايد، الأنتيجنون ليبتوس، البيمونتيا جراندفلورا والباسيفلورا (زهرة الساعة).

4. النخيل وأشباه النخيل

تزرع أشجار النخيل بطرق مختلفة إما في صفوف أو في مجموعات أو بطريقة فردية، وللنخلة تكوين معماري متميز وفريد، فلها ساق أسطوانية فردية قائمة تحمل في أعلاها مجموعة من الأوراق الخوصية التي تكون شبيهة بشكل التاج، ولهذه الأوراق شكلان فهي إما مروحية أو ريشية.

ومن أنواع النخيل ذو الأوراق الشوكية التي تنتشر في جمهورية مصر العربية ما يلي:

الشمادوريا، النخيل الملوكي، نخيل البلح، السيفورثيا، الكنتيا، الفوانكس كناري، الكوكس.

من أشباه النخيل ما يلي:

الزاميا (بأنواعها المتعددة)، والسيكاس (ذيل الجمل).
وتشمل أنواع النخيل المروحي في مصر كل من:
اللفستونا، السابال، البراهيا، اللاتانيا، الواشنجتونيا، البوارسس، الكاميروس، نخيل الدوم، الرابس.

5. النباتات العشبية

هي مجموعة من النباتات التي تنتج نموات عشبية نظرا لقلة الخشب بها، وهذه النباتات ذات أطوال مختلفة فمنها القصير الذي لا يتجاوز ارتفاعه (20 – 30) سنتيمتر، ومنها المتوسط والطويل أيضا، ومن أنواع النباتات العشبية ما يلي:

الحوليات

بعض أنواع الحوليات صيفي مثل: عرف الديك، الكوكيا، المدنة (زرار الست)، الزينيا، القطيفة، عباد الشمس، البلظمينا.
وبعض أنواع الحوليات شتوي مثل: العايق، القرنفل، الفلوكس، الأقحوان، حنك السبع، الخطمية، البانسيه، الأستر، عنبر كشمير، المنتور، أبو خنجر، البيتونيا وغيرها.

ذات الحولين

الأوينثيرا، الليوناريا، الكامبانيولا، السلفيا.

المعمرة (المستديمة)

المندليه، البريميولا، الجارونيا، الونكا، الجازانيا، البنفسج، الجيربيرا وغيرها.

كافة هذه الأنواع من النباتات العشبية تزرع في أحواض الزهور أو في دواير الحدائق (المجرات)، وذلك لأنها تنتج عدد كبير من الأزهار التي تتميز بتنوع أشكالها وألوانها، وللعشبيات دور هام في إضفاء منظرا جماليا على الحديقة عن طريق سلسلة من الألوان المتعددة الرائعة والجذابة طوال الصيف والشتاء، علاوة على دورها في عمل تدرج منطقي بين المسطحات الخضراء والأسوار النباتية، مما يمنح مظهرا جذابا أمام السطح.

6. الأبصال المزهرة

هي مجموعة من النباتات العشبية تتميز بقدرتها على تخزين المواد الغذائية في بعض الأجزاء النباتية الموجودة تحت سطح الأرض، هذه الأجزاء النباتية إما أن تكون بصلة حقيقية (التيوليب والأمريللس والنرجس والليليم)، أو قد تكون كورمة (الزعفران والجلاديولس والفريزيا)، أو درنة ساقية (الجلوريوسا والبيجونيا الدرنية والكلاديوم)، أو ريزومات (الكلا والكنا والكونفلاريا)، أو جذر متدرن (الأنتيمون والراننكيل والداليا).

يتم زراعة الأبصال في المجرات والأحواض، بالإضافة إلى أنها تزرع في الحدائق الصخرية (مثل اللحلاح والأنيمون والهياسنت والأورنيثوجالم والزعفران وبصل العنصل والقليل من أنواع الإيرس والتيوليب)، وكذلك فهي تزرع من أجل تغطية الأماكن المهملة بالحديقة أو المنحدرات (مثل النرجس البلدي والأوكسالس)، ويتم اللجوء إليها في بعض الأحيان في التنسيق الداخلي كنباتات للإصص (مثل الداليا المقزمة والكليفيا والكلا والنرجس والسيننجيا والسيكلامن والكليفيا).

وتستخدم أزهار تلك الأبصال في القطف التجاري (مثل عصفور الجنة والليليم والجلاديولس والتيوليب والإيرس والداليا)، والبعض منها يستخلص منه عجائن تدخل في صناعة أفخم وأرقى أنواع العطور (مثل عجينة التيوبيروز).

وعند زراعة الأحواض من الممكن الخلط بين النباتات العشبية المستديمة والأبصال، بشرط مراعاة التناسق بين الأشكال والألوان، مثال على ذلك الخلط بين زراعة البنفسج والبانسيه مع النرجس الكاذب، كما يمكن أيضا زراعة العايق الأزرق مع الجلاديوس الأبيض وغير ذلك.

7. النباتات الشوكية والعصارية

هي عبارة عن مجموعة كبيرة من النباتات يوجد اختلاف بينها في الحجم والشكل واللون والتفريع، بالإضافة إلى الاختلاف في لون وطبيعة الأزهار الناتجة عنها، مما يمنح استخدام واسع في التنسيق، ففي حدائق الشرفات والنوافذ وحدائق الإطباق يتم استخدام الأحجام الصغيرة منها، وفي الإصص والتنسيق الداخلي تستخدم أنواع أخرى، وفي الحدائق الصحراوية وتنسيق الحدائق الصخرية يتم اللجوء إلى تلك النباتات بشكل أساسي.

وبعض من أنواع النباتات الشوكية والعصارية تناسب كافة الأغراض، والتي تشمل الأجاف والكراسولات والتين الشوكي والأيفوربيا والماميلاريا والكلانشو، بالإضافة إلى جلد النمر والجاستيريا والشلومبيرجيرا والسيدم وعمة القاضي والسيريوس والالوي.

8. النباتات المائية والنصف مائية

في تنسيق الحدائق المائية تعتبر هذه النباتات عنصر حيوي وأساسي (بجانب الماء)، حيث تتكون الحدائق المائية من عنصرين أساسيين وهما النباتات (المائية والنصف مائية) والماء، وهناك مصدرين للماء وهما:

1- المصادر الطبيعية: مثل البحيرات أو الشلالات أو البرك أو الأنهار.

2- المصادر الصناعية: مثل النافورات والفساقي والبرك الصناعية، بالإضافة إلى الأوعية الواسعة مثل البراميل والأوعية الكبيرة التي يتم صنعها إما من البلاستيك أو الخشب، أو من الصوف الزجاجي (Fiberglass) من مادة PVC، وتلك الأوعية توضع في الحدائق المائية بطريقتين، إما بدفنها وكأنها حفرة بالأرض، أو وضعها فوق سطح الأرض.

ولا بد من مراعاة بعض القواعد الهامة في إنشاء البرك الصناعية، فينبغي اختيار مكان منخفض بالحديقة لها شريطة ألا يؤدي ذلك لإفساد التصميم، ومن ثم يتم تخطيط الأرض وفقا للشكل المقترح (إما بيضاوي أو كلوي أو دائري أو قلبي أو غير ذلك)، بحيث لا يقل عمق الماء عن 30 سنتيمتر،

إذا كان العمق يتعدى هذه المسافة فعندها يتم اللجوء إلى وضع صخور أو حصى أو حجارة لرفع قاعها للوصول للمنسوب الملائم للزراعة، وكذلك يضاف بعض الأسمدة والقليل من الطمي، وبعد ذلك يتم إضافة طبقة من الرمل الأبيض، وينبغي أن يغطي ماء البركة بالمجموع الورقي للنباتات من أجل جمال التنسيق،

ومن الأفضل اختيار النباتات المزهرة لهذا الغرض مثل: الإيلوديا واللوتس الإيرس المائي ونخشوش الحوت والياسنت، ويتم زراعة النباتات النصف مائية على الحواف، مثل الكنا والبردي والكرينم والهيديكيم والهيميروكالس، ومن المم

9. المسطحات الخضراء

تمثل المسطحات الخضراء العنصر الأوحد في الحديقة الذي يستخدم كإطار لإظهار جمال وروعة المجموعات النباتية الأخرى، ولإظهار المنشآت الموجودة في الحديقة والربط بينها، وفي الغالب تمثل المسطحات الخضراء حوالي 60 – 70% من إجمالي مساحة الحديقة، ولا يمكن أن تقل عن 30 – 40% من مساحتها، وذلك وفقا لمساحة الحديقة الإجمالية وطرازها.

وفي مصر عادة ما يستخدم النجيل البلدي (حشيشة البرمودا) في إنشاء المسطح الأخضر الأساسي، وهذا النوع من الحشائش ينتمي إلى حشائش الموسم الدافيء التي تزرع بطريقة الغرز أو البذور، والتي تدخل في دور سكون خلال فصل الشتاء حيث أنها لا تتحمل الظل،

بالتالي يصفر لونها ويصبح شكل المسطح مشوها، فعندها يتم زراعة حشيشة الراي (الجازو) وهي من أنواع نجيليات الموسم البارد، والتي تتميز بتكاثرها عن طريق البذور وبقدرتها على النمو مع مسطح البرمودا الأصلي أثناء فصل الشتاء، مما يكسبه اللون الأخضر المراد خلال فترة السكون، وبهذه الطريقة يمكننا الحصول على مسطح جميل دائم الخضرة طوال السنة.

والجدير بالذكر أنه لا يوجد تأثير سلبي يقع على مسطح البرمودا الأصلي عند زراعة الجازون على مسطح البرمودا أثناء فصل الشتاء، حيث أنه يستعيد نشاطه بمجرد حلول الربيع بجوه الدافيء ليسود خلال فصلي الربيع والصيف، ويجب مراعاة أن يتم تجديد مسطح البرمودا الأصلي على فترات لا تقل عن 5 سنوات ولا تزيد عن 7 سنوات، وذلك من أجل الإبقاء على المسطح بنفس الجودة والنضارة.

وبرغم ذلك ففي الوقت الحالي ظهرت بعض الأنواع المستحدثة من نباتات السطح مستديمة الخضرة مثل الباسبالم، والتي يمكن تجهيزها في صورة لفائف، وذلك من أجل استخدامها في إنشاء المسطحات بشكل سريع، كما يوجد أنواع أخرى أيضا يمكن إنتاجها على شكل لفائف سابقة التجهيز، وهذه الأنواع تشمل التيف جرين والتيف واي وإلتورو ودوربين وإفرجلادس 3،2،1 وكذلك تيفتون 12،75.

كيفية إنشاء المسطح الأخضر

  1. في البداية يجب حرث الأرض التي سيتم زراعتها بالمسطح مرات عديدة متعامدة، حتى الوصول لعمق 20 – 30 سنتميتر، وإزالة الحشائش والحجارة وجميع المخلفات، وبعدها تغمر الأرض بالماء وتترك لمدة من أجل إنبات بذور الحشائش الغريبة وبعدها تحرث وتترك بغرض التشميس، وتكرر هذه الخطوة مرات عديدة.

    ويفضل أثناء ذلك إضافة سوبر فوسفات الكالسيوم والسماد العضوي (السبلة)، مع الابتعاد عن إضافة الأسمدة الآزوتية وذلك لأنها تذوب بسرعة فيتم فقدها كليا دون الاستفادة بها، ولا بد أيضا من إضافة مواسير الري وتحديد الأماكن المخصصة لإنشاء الحنفيات، مع مراعاة وجود مسافة 40 مترا بين الحنفية والأخرى،

    حيث أن طول خرطوم الري العادي حوالي 20 مترا تقريبا، وتعتبر طريقة الري بالرش أو البرذاذ هي الطريقة الأحدث في الري، خصوصا في المسطحات ذات المساحة الكبيرة، ولكن إقامة هذه الشبكة يتطلب دراسة دقيقة لقوة تدفق الماء وسمك الأنابيب المستخدمة، في حالة كان الصرف الطبيعي للأرض سيئ فلا بد عندها من إنشاء شبكة للصرف المغطى على أعماق بعيدة، وذلك قبل البدء في تجهيز الأرض.
  2. باستخدام الفؤوس يتم عزق التربة ويكرك وينعم، وبعدها يتم تسوية السطح بحيث يكون منحدرا بشكل بسيط بمنأى عن المباني، بنسبة 5 سم لكل 15 م طول.
  3. بالنسبة لحشائش الموسم الدافيء مثل البرمودا يتم زراعة البذور في الربيع، أما حشائش الموسم البارد مثل الجازون تزرع بذورها في الخريف، مع الحرص على القيام بذلك في يوم هاديء الرياح، وأن يتولى هذه المهمة عمال ذوي مهارة وخبرة حاصلين على تدريب جيد لضمان توزيع البذور بشكل متساو حسب المساحة المطلوب زراعتها بالكامل، وتنثر بذور البرمودا بمعدل 1 كجم لكل 60 – 70 م2، أما بذور الجازون فتنثر بمعدل 1 كجم لكل 30 – 40 م2.
  4. بعد عملية نثر البذور يكرك سطح التربة بشكل خفيف، وبعد ذلك يتم نثر طبقة رقيقة من الطمي (سمكها 2 سم) فوق السطح، وذلك لضمان تغطية البذور جيدا، وبعدها تكبس التربة بتمرير حجر هراس خفيف حول البذور لكبسها بخفة.
  5. ري الأرض بالرذاذ الخفيف لتجنب إنجراف البذرة أو طفوها على السطح، خصوصا في الثلاثة أسابيع الأولى من عملية الزراعة.
  6. بعد مرور (3 – 4) أسابيع من عملية الزراعة يتم إزالة الحشائش الغريبة التي يمكن أن تظهر أولا بأول، مع مراعة الري والتسميد المسطح والقيام بالقص ومقاومة الآفات والحشرات التي قد تظهر، وبهذه الطريقة يصبح لدينا مسطح جيد ومثالي زاهي اللون وكثيف.

أما بالنسبة لزراعة المسطحات باللفائف (Sodding)، والتي يقوم بإنشائها بعض المشاتل الأهلية أو الحكومية وذلك عن طريق زراعة عقل هذه الأنواع في تربة متوسطة أو خفيفة، ومن ثم تجديرها وانتشار ريزوماتها وتشابكها مع بعضها لتصبح شبيهة بشكل السجادة، وبعدها تستخدم ماكينات معينة لقصها على هيئة بلاطات ذات مساحة 1 م2،

وذلك ليصبح حملها وتداولها سهلا، ثم يتم نقلها للمكان المخصص لإنشاء المسطح، وبعد ذلك تفرد على سطح التربة بعد التأكد من تسوية السطح جيدا وإضافة سماد بوتاسي وفوسفاتي إليه لتحفيز نمو الجذور، بشرط عدم زيادة سمك اللفائف عن 1 – 2 بوصة وخلوها من الحشائش الغريبة،

بعد فردها على التربة تستخدم طبقة خفيفة من الرمل المغسول أو الطمي لتغطيتها بغرض ملأ الفراغات بين اللفائف، ثم يروى المسطح بعدها بانتظام خصوصا في المراحل الأولى، وبعد التأكد من ثبات اللفائف ونمو الجذور جيدا يمكن القيام بالقص.