القواعد-العامة-لتنسيق-الحدائق

القواعد العامة للتخطيط والتصميم الهندسي للحدائق

61

يوجد بعض القواعد العامة الأساسية الواجب مراعاتها عند عمل التصميم الهندسي للحدائق، وهي كما يلي:

1. محور التصميم (Design axis)

هو عبارة عن خط في وسط التصميم يقسم الحديقة إلى نصفين متطابقين تمامًا، بحيث يكون كل نصف من الحديقة يشبه النصف الآخر كالصورة في المرآة، وهذا بالنسبة للتصميم الهندسي المتناظر، بينما يختلف الأمر في التصميم الطبيعي غير المتناظر، حيث يمكن أن يكون له محور أساسي أيضًا ولكنه يكون غير متناظر.

وبشكل عام فإن أي تصميم هندسي لا بد أن يكون له محور هام ورئيسي (الذي يمثل المحور الأساسي للتصميم)، كما يكون للتصميم عدة محاور أخرى ولكن لا يكون لها نفس أهمية المحور الأساسي، وفي بعض التصميمات قد يكون هناك أكثر من محور واحد أساسي، ويكون لكل من هذه المحاور الأساسية نفس الأهمية، وهذا في الحدائق ذات المساحة الكبيرة.

محاور التصميم تمثل خطوطًا تخيلية غير حقيقية تصل بين نقطتين هامتين، وتمر بالطرق أو المساحات الخضراء أو المشايات بين هاتين النقطتين، ونظرًا لأهمية تلك المحاور الأساسية في تنسيق الحدائق، فمن الضروري إبرازها بشكل جيد، بأن يكون المحور خاليًا من أي عائق يمنع خط النظر من الوصول إلى نهاية المحور، فلا يتم زراعة أي أشجار على خط المحور الأساسي ولا يتم إنشاء أي مبنى عليه أيضًا.

وكذلك لا بد أن يراعى في تصميم المحاور الثانوية أن تكون أقصر من المحور الأساسي وأقل منه في العرض، ومن الأفضل في التنسيق الهندسي جعل المحور الأساسي متقابلًا مع المحاور الثانوية على شكل زاوية قائمة، وفي الأغلب يقع الاختيار على الطرق لاتخاذها كمحاور أساسية في التنسيق الهندسي، ومع ذلك فقد تمتد المحاور الأساسية عبر شريط طويل من المساحات الخضراء، أو عبر الأحواض ذات النباتات العشبية، بحيث يكون ممتدًا أمام خط النظر بلا عوائق.

في الحدائق المنزلية عادة ما يكون خط المحور الأساسي هو الخط الواصل بين منتصف مدخل الحديقة إلى منتصف مدخل المنزل، وتكون المحاور الأخرى هي محاور ثانوية، ولكن في التنسيق الطبيعي يتم اعتبار الخط الواصل بين أهم نقطة في الحديقة وأهم نقطة في المنزل هو المحور الأساسي.

ويساعد تصميم المحاور على تحديد مواقع المشايات والطرق، وعلى أخذ القرار بشأن البقع الأكثر أهمية في الحديقة، والتي يحدد لها شيء معين لافت للنظر، فعلى سبيل المثال في الحدائق الهندسية يكون الاختيار متضمنًا حمام للطيور أو نافورة أو تمثال أو مقعد خاص، وذلك من أجل إبراز تلك النقطة.

أما في الحدائق الطبيعية فتكون الخيارات متضمنة إما مجموعة متميزة من النباتات أو واحدة من المنشآت الهندسية، مع ضرورة مراعاة وجود تناسب بين أهمية كل من المحاور سواء الأساسية أو الثانوية وبين المنشآت التي ينتهي إليها كل محور، فعلى سبيل المثال لا بد من اختيار منشأة أكثر أهمية وأكبر حجمًا لتنتهي إليها المحاور الأساسية، عن المنشآت التي تنتهي إليها المحاور الثانوية.

2. الوحدة (Unity)

من الضروري أن يكون التصميم الهندسي فكرة واحدة أساسية، بحيث تبرز المنزل والحديقة كوحدة واحدة، ولذلك لا بد أن تتضافر جميع عناصر التصميم لإبراز هذا المفهوم.

3. البساطة (Simplicity)

من الأفضل أن يتميز تصميم الحديقة بالبساطة ويخلو من التعقيد ومن أي مظاهر للمغالاة، فيكفي في الحدائق الصغيرة أن يتم اختيار نباتات قليلة بعدد مناسب من كل نوع، بحيث يظهر على الحديقة الصغيرة البساطة، أما في الحدائق كبيرة المساحة والتي تنقسم إلى عدة أجزاء، فمن أجل تجنب التعقيد في المنظر الواحد لا بد من فصل كل جزء عن الآخر، وخاصة بالنسبة للأجزاء المكشوفة والظاهرة من الحديقة.

 4. التناسب والتوازن (Proportion and Simplicity)

لا بد من وجود تناسب بين كل من مساحة الحديقة وتصميمها، وبين الغرض من إنشاء الحديقة وما يحيط بها من ظروف، فلجعل الحديقة الصغيرة تبدو أكثر اتساعًا يتم تقليل أحواض الأزهار وجعل الطرق ضيقة، ولا بد أيضًا من وجود تناسب بين حجم الحديقة وحجم الأشجار والشجيرات فيها.

وكذلك فمن الضروري وجود تناسب بين كل ما يحيط بالحديقة من مناظر وبين فكرة تصميم الحديقة، ومحاولة إدخال هذه المناطق في فكرة التصميم، مثال على ذلك إذا كان هناك نهر كبير بالقرب من الحديقة فليس ضروريًا وضع بركة صناعية في عناصر التنسيق، وإنما يتم الجمع والدمج بين تصميم الحديقة مع ما يحيط بها من مناظر طبيعية بشرط عدم الإخلال بمبدأ الوحدة والبساطة والتناسب.

وبالنسبة للتوازن فإن المقصود به هو ترتيب عناصر الحديقة الموجودة في جميع أجزائها بشكل متوازن، خصوصًا العناصر المحيطة بالمحاور، ويكون الترتيب بتكرار الأشكال والأنواع المتشابهة والألوان، وفي التنسيق الطبيعي يكون مفهوم التوازن مختلفًا، حيث يمكن تحقيق هذا التوازن بوضع عدة كتل نباتية غير متساوية في الأجزاء الجانبية من المحاور، مما يجذب الانتباه إليها بشكل متوازن.

فلا يلزم وجود التشابه في الألوان والأحجام والأنواع والأشكال كما هو الأمر في التنسيقات الهندسية، وإنما يمكننا تحقيق التوازن بين عناصر غير متماثلة، فمثلًا يمكن وضع نافورة في أحد النواحي وفي الناحية الأخرى وضع تمثال، ولكن بشرط أن يكون كلاهما لديه نفس الحجم تقريبًا، فبهذا الشكل يتم تحقيق التوازن ولكن بدون تماثل تام.

ويمكن تطبيق هذا المبدأ على النباتات أيضًا، بوضع مجموعة من الشجيرات (كشجيرات التويا أو التاكسور أو الكماسيبارس) موازية لشجرة واحدة مرموقة في الجانب الآخر (مثل شجرة الكريسماس)، فهما يكون التوازن في أن كلاهما متساو في قوة جذب الانتباه، وبنفس المبدأ يمكن وضع ألوان مختلفة من النباتات لتحقيق التوازن في الحديقة.

5. التنويع (Variation)

التنويع هو من أهم الأساليب التي تقوي وتبرز تنسيق الحديقة، خصوصًا عند اللجوء إلى التنويع بشكل معقول ومتوسط دون مبالغة، ففي هذه الحالة نجد أن كل نوع من أنواع النباتات يبرز جمال النوع الآخر، دون وجود تعارض أو تنافر فيما بين الأنواع، نتيجة لذلك تظهر جميع النباتات كأنها وحدة واحدة رغم اختلاف أنواعها.

وكصورة من صور التنويع أيضًا أن يتواجد اختلافات بين مستويات الأرض والمنشآت المعمارية والمسطح، بالإضافة إلى مجموعات الشجيرات وانحناءات المشايات، بجانب التنوع والاختلاف في ألوان الزهور والنباتات.

6. الارتباط (Combination)

المقصود بالارتباط هو الترابط بين جميع عناصر الحديقة، من مشايات ومنشآت وطرق ونباتات وشجيرات وزهور، مما يجعل العناصر تبدو كوحدة متكاملة، وفي الحدائق الكبيرة التي تتضمن تصميمات مختلفة، لا بد أن يكون بين هذه التنسيقات تسلسلًا وترابطًا عن طريق تداخل الألوان وترتيب الأزهار بشكل منسق دون تنافر.

7. الاتساع (Spaciousness)

يتم اللجوء إلى وسائل الخداع البصري في الحدائق الصغيرة حتى تظهر بمساحة أكبر من المساحة الحقيقة لها، وذلك باستخدام نباتات قصيرة أو متوسطة الطول، وإنشاء نافورات وبرجولات ومقاعد وغير ذلك من العناصر ولكن بحجم صغير، ولا ينبغي القيام بتقسيم الحديقة، بل يتم العمل على امتداد المساحة الخضراء مع مراعاة تجنب وجود ما يعيق خط البصر من أشجار وشجيرات، ويتم وضع الشجيرات على جوانب الحديقة.

أما أحواض الأزهار فتوضع في الدواير (Borders)، والتي تكون موجودة بامتداد حدود الحديقة مما يوحي للرائي باتساع مساحة الحديقة، ومن الأفضل كذلك مراعاة وجود فجوات بين الأشجار وفي أسوار الحديقة، مما يسمح بمرور النظر من خلالها لرؤية المناظر الطبيعية المحيطة ، وبالتالي يزيد من الإيحاء باتساع الحديقة.