الحدائق العامة
في ضواحي المدن الكبرى يتم إنشاء حدائق كبيرة الحجم (مساحتها تزيد عن 120 فدان)، وفي الأحياء داخل المدن تكون الحدائق صغيرة الحجم نسبيا (أقل من 100 فدان)، ولقد ازدادت أهمية الحدائق الآن بحيث أصبح من غير الممكن الاستغناء عنها،
فهي تمنح سكان المدن الراحة والسكينة، وتسمح لهم بالتمتع بالهواء النقي والمناظر الطبيعية الخلابة، وممارسة المشي والرياضات الأخرى المفضلة، وكذلك ممارسة هواية القراءة في معزل عن صخب الحياة والضوضاء، ولذا فمن الضروري مراعاة هذه المتطلبات كافة في تصميم الحدائق العامة، بحيث توفر لزوارها تلك المتطلبات بشكل متنوع وبسيط مما يشجعهم على قضاء أمتع أوقاتهم فيها،
ومن أجل تحقيق هذا يتم إنشاء تلك الحدائق على مساحة كبيرة من المسطحات الخضراء، والإكثار من زراعة مجموعة متنوعة من الأشجار والشجيرات والمتسلقات، وإضافة بعض المناظر الخلابة مثل البرجولات والمقاعد والمسطحات المائية والكباري، بالإضافة إلى نباتات الصبار وحدائق الورود، وتخصيص أماكن لراغبي الصيد وأكشاك للاستماع للموسيقى، وكذلك أماكن مخصصة للعب الأطفال ولممارسة الرسم،
إلى جانب هذا يتم استغلال المناظر الطبيعية القريبة من المكان إذا وجدت، مثل التلال أو الأنهار أو المنشآت التاريخية، مثال على ذلك عندما تم إنشاء حديقة الأزهر أدخلت القلعة في تصميمها وتم اعتبارها جزء منها،
وعلاوة على ذلك ينبغي الاهتمام بإدخال المرافق العامة الضرورية مثل الكافيتيريات ودورات المياه حتى يتسنى للزوار قضاء أوقات طيبة طويلة دون كلل أو ملل.
ولا يشترط في الحدائق العامة أن تكون طبيعية الطراز إلا إذا كانت ذات مساحة كبيرة مثل حدائق القناطر الخيرية والتي تبلغ مساحتها أكثر من 120 فدان، أما الحدائق ذات المساحة الأقل فيتم فيها الجمع بين الطرازين الهندسي والطبيعي بشكل متوازن،
مثل حدائق الحيوان في محافظة الجيزة والتي تقدر مساحتها بحوالي 80 فدان، وأيضا حديقة الأورمان والتي تقدر مساحتها بحوالي 28 فدان، بينما حديقة أنطونيادس في الاسكندرية تقدر مساحتها بحوالي 45 فدان،
وهذه الحديقة تم تصميمها حسب الطراز الهندسي، وبالنسبة للحدائق العامة الصغيرة الموجودة داخل المدن (التي أحيانا ما يتم تسميتها تجاوزا بحدائق الأحياء)، وأيضا حدائق مراكز الشباب وحدائق الأطفال وحدائق الشوارع التي تتواجد على جوانب بعض الشوارع الطويلة لتعمل على ربط المدن بالضواحي (من أمثلتها شارع كورنيش النيل الذي يمتد من المعادي وحتى القناطر ويقوم بالربط بين كل من محافظة القاهرة والقليوبية، جميع هذه الحدائق تخضع للطراز الهندسي المتناظر باستخدام أحواض الزهور والمسطحات الخضراء والنباتات المشكلة.
وتقام التماثيل والنافورات في حدائق الميادين الصغيرة والكبيرة، وتخضع هذه الحدائق للتصميم الهندسي الذي يكون التناظر الشعاعي عادة هو الأساس، ويشترط فيها وجود البساطة والتناسق بين كل من مساحة الحديقة والمعالم الفنية الأخرى، كما يمكن كذلك وضع أحواض الزهور خاصة في طرف كل شعاع، ويمكن استخدام نباتات الإصص المزهرة لتزيينها حسب المواسم المختلفة التي تزهر فيها.
الحدائق المنزلية
يطلق عليها أيضا اسم الحدائق الخاصة، وهي التي يتم إنشائها حول المنازل، وهذه الحدائق تتأثر في تصميمها بعوامل متعددة، من أهم هذه العوامل طراز المنزل (فمن الضروري أن يكون طراز الحديقة ملائما لطراز المنزل ويكون متمما له،
كما يجب أن تتلائم مساحة الحديقة مع حجم المنزل ومساحته) – العادات والتقاليد (فمن أهم عادات الشرقيين أنهم يحرصون على عزل بعض الأماكن وتخصيصها ليجلس فيها أفراد العائلة على راحتهم بعيدا عن الأنظار) – الحالة الاجتماعية (بارتفاع مستوى المعيشة وتقدم الحضارة يرتقي فن التصميم) – ومن العوامل الأخرى المؤثرة في تصميم الحدائق المنزلية طبيعة المناظر المحيطة بتلك الحدائق، والميزانية المتاحة لإنشاء الحديقة والمصاريف اللازمة لعمليات الصيانة ورغبات المالك وهواياته.
وما يجب مراعاته في تصميم الحدائق المنزلية أن يتوفر فيها العوامل الفنية والمعالم التي تحقق لأفراد العائلة رغباتهم، وتجعلهم يشعرون بأن الحديقة هي جزء لا يتجزأ من المنزل.
وتنقسم الحديقة المنزلية إلى قسمين: القسم الأول والذي يعرف باسم الحديقة الأمامية ويكون أمام المنزل، والقسم الخلفي والذي يعرف باسم الحديقة الخلفية، وفي الغالب يكون الجزء الأمامي ذو مساحة صغيرة ويتم استخدامه للعبور من مدخل الحديقة إلى مدخل المنزل بشكل مباشر،
ونظرا لأنه يستخدم لتجميل واجهة المنزل فهو أول جزء يكون ظاهرا من الحديقة، فبالتالي من الضروري أن يتم تصميمه بأناقة وبساطة، ولا بد أيضا أن يخضع في تصميمه للطراز الهندسي، بينما القسم الخلفي من الحديقة يمثل الجزء الأكبر منها ويعتبر الجزء المتمم للمنزل،
وفي هذا القسم يتم إنشاء جميع العناصر الفنية والمعالم الفنية التي يفضلها أصحاب المنزل، ويخضع هذا القسم من الحديقة إلى الطراز الحديث (الذي يجمع بين الطراز الهندسي والطبيعي في نسيج واحد) أو الطراز العربي.
الحدائق الريفية
يتم إنشاء الحدائق الريفية حول الفيلات والمنازل الموجودة في القرى والنجوع والعزب، وتكون في المعتاد ذات مساحة كبيرة مقارنة بمساحة الحدائق المنزلية الموجودة في المدن، ولذا فمن الأفضل أن تخضع في تصميمها للطراز الطبيعي، الذي يتلائم مع المظاهر الطبيعية الموجودة حول الحديقة، كما يعتبر هذا الطراز الطبيعي هو الأكثر تناسبا مع ظروف الحياة الطبيعية في الأرياف والتي تتميز بالبساطة، وبرغم ذلك فمن الممكن أيضا أن يتم إنشاء الحدائق الريفية على الطراز الهندسي ليتناسب مع طراز المنزل،
خاصة إذا كان طراز المنزل كلاسيكيا أو لصغر مساحة الحديقة، ومثلها مثل حدائق المدينة تكون حديقة الأرياف أيضا بها جزء أمامي ذو مساحة صغيرة، وجزء خلفي ذو مساحة أكبر، وفي الجزء الخلفي لا بد من توفر العزلة، ولكنه دائما ما يتضمن جزء يتم تخصيصه لزراعة أشجار الخضروات والفواكه، بالإضافة إلى جزء مخصص لتربية الطيور والدواجن.
الشروط الواجب مراعاتها عند انشاء هذا النوع من الحدائق:
- تقليل الأتربة والحرص على تجنب وصولها إلى المنزل والحديقة، وذلك بتبليط المشايات والطرق وإنشاء مصدات الرياح بجانب السياج المانع المرتفع الذي تم وضعه بهدف العزلة.
- استغلال المناظر الطبيعية وتضمينها في الصورة العامة للحديقة، مثل مجاري المياه الكبيرة – امتداد الحقول الخضراء ومآذن المساجد – الأفق الواسع البعيد وراء هذه المناظر بشكل يجعلنا نلمس جمال الريف وهدوئه.
- يراعى رفع منسوب التربة الطرق والمشايات بمقدار 10 – 15 سنتيمتر عن مستوى الحديقة في حالة ري الحديقة من القنوات، وذلك من أجل تسهيل عملية الري دون غمر الطرق بالماء.
- في الأرياف لا يمكن توفر عمال الصيانة معظم الوقت، لذا يراعى في زراعة المسطحات بنباتات مستديمة الخضرة مثل الليبيا والنجيل البلدي – بدلا من زراعة الحوليات (في أحواض الزهور) يتم زراعة المتسلقات المزهرة والأشجار والشجيرات، بشرط أن يتعاقب ظهور ألوان أزهارها على مدار السنة، كما يتم الإكثار من زراعة النباتات ذات الروائح العطرية المفضلة في الأرياف.
- يتم اختيار أشجار الظل التي تتميز بجمال ألوان أزهارها، كالجكرندا والبوانسيانات والكاسيانودوزا وأبو المكارم.
- يتم إنشاء الأسيجة النباتية أو نمو بعض المتسلقات عليها وذلك لإخفاء مباني المخازن لتربية المواشي وغير ذلك من المناظر غير المرغوبة.
حدائق السطح
يتم إنشاء هذه الحدائق فوق الأسطح في كل من الأبنية السكنية أو الفنادق أو المستشفيات أو الفيلات، وما شابه ذلك في الأحياء المزدحمة بالمدن الكبرى وذلك لعدم توفر الأراضي في تلك الأحياء أو ارتفاع سعرها،
وتمثل حديقة السطح إضافة لمساحة الحديقة المنزلية، كما أنها تساعد على استخدام السطح ليصبح مكانا صالحا للجلوس والراحة والتمتع بالمناظر الخلابة التي يمكن رؤيتها من الارتفاعات الشاهقة، بعيدا عن مخاطر الشارع والضوضاء، ويمكن جلوس الآباء والأمهات في تلك الحدائق للترفيه والاستمتاع بالوقت، كما يمكن للأطفال اللعب فيها بأمان، وبالتالي فهي تمثل مصدرا للراحة والجمال والمتعة للعائلة.
ومما لا شك فيه أن حدائق السطح تخضع للطراز الهندسي وذلك لأنها تكون ذات مساحة صغيرة، كما أنها تعتمد في تصميمها على المنشآت المعمارية وتعتمد في سيادتها على الجانب النباتي،
ومع ذلك فينبغي مراعاة ما يلي عند تنفيذ حدائق السطح:
- لا بد أن يكون هناك اتفاق مع المهندس المعماري على عمل أساس متين للمبني الذي سيتم إنشاء الحديقة عليه، كما يجب أيضا عمل أساس متين لأرضية السطح الذي ستنشأ عليه الحديقة فيما بعد، بحيث تستطيع أن تتحمل وضع المنشآت البنائية والتربة، ولتجنب حدوث أي رشح للمياه ينبغي عمل طبقة عازلة جيدة، بالإضافة إلى تنفيذ شبكتين أحداهما للري والآخر للصرف في الأماكن الصحيحة بشرط أن تكون الشبكتين غير ظاهرتين (لتكونا بعيدا عن العين والأطفال) وذلك قبل بداية تخطيط الحديقة وتنفيذها.
- يحبذ استشارة المهندس المعماري الذي قام بتصميم وإنشاء المبنى، وعرض تصميم حديقة السطح عليه لأخذ مشورته في توزيع الأحمال التي يستطيع السقف تحملها.
- يمكن إنشاء أحواض للزهور بحيث يكون عرضها 50 سنتيمتر وارتفاعها 30 سنتيمتر أو أكثر من ذلك، ويستخدم في إنشاء حوض الزهور الخرسانة المبطنة بالأسمنت والبيتومين أو القرميد أو الخشب أو الطوب، مع مراعاة أن تمتد الأحواض بجوار سور السطح الذيتم بنائه بالطوب، وقبل وضع أصص النباتات في الأحواض يجب أولا فرش طبقة من الرمل في قاع الأحواض، وبعد ذلك يتم وضع الأصص المنزرعة بالنباتات بحيث تظهر منها النباتات فقط أما الأصص فتكون مخفية وغير ظاهرة.
- يفضل أن تكون الأماكن التي يتم تخصيصها للجلوس تطل على مناظر جميلة، ويتم إنشاء سقف من الخشب البغدادلي ينمو عليه أحد المتسلقات المزهرة وذلك للحماية من الشمس، كما يتم اختيار أماكن أخرى مكشوفة من أجل الاستمتاع بأشعة الشمس الدافئة في فصل الشتاء.
- في منتصف الحديقة يمكن إنشاء نافورة أو فسقية أو عمل برجولا مسقوفة بالبغدادلي أو وضع أحد التماثيل، بشرط وجود التناسب في حجم العنصر الذي سيتم وضعه في المنتصف مع مساحة الحديقة ككل.
- تم إنشاء حواجز لحجب المناظر غير المرغوبة ولحماية النباتات من الهواء والرياح الشديدة الباردة، ومن الأفضل استخدام الخشب البغدادلي الذي تنمو عليه المتسلقات المزهرة في إنشاء تلك الحواجز من أجل إضفاء منظرا جميلا وجذابا للنظر.
- من الأفضل أن يتم زراعة النباتات التي تتميز بالجذور السطحية، وبالنسبة للشجيرات والمتسلقات فمن الأفضل زراعتها في براميل عميقة، للسماح لجذورها بالانتشار بشكل جيد.
- لا ينصح بزراعة الحوليات لأنها تحتاج إلى الكثير من العناية، وبدلا منها ينصح بزراعة العشبيات المعمرة مستديمة الإزهار (مثل الجيربيرا والونكا)، وعند اختيار الشجيرات من الأفضل اختيار الأنواع التي تنمو بشكل محدود ومنتظم، أو الشجيرات القابلة للقص (مثل الهبسكس والتيفتيا والتويا).
الحدائق المائية
اعتبرت المياه منذ القدم (في الحدائق الفرعونية) واحدة من أهم العناصر الأساسية في التنسيق، وحتى يومنا هذا ما زالت تستخدم لما تضيفه من جمال ومتعة لأي مكان، فعندما تنعكس عليها أشعة الشمس تبدو متلألأة، علاوة على أنها تعكس جمال الفضاء واتساعه عندما يكون الجو ساطعا وأيضا في الظل،
بالإضافة إلى أن المياه تكون كالمرآة التي تعكس صورة الأشجار والنباتات القريبة والأحجار على سطحها، فتصبح من أجمل المناظر الطبيعية التي تلفت الانتباه، في الحدائق المائية يمكن زراعة مجموعة من النباتات المائية الجميلة والجذابة التي يصعب زراعتها في مكان آخر، كما أن المياه مفضلة إلى نفس الإنسان خصوصا أثناء ارتفاع درجة الحرارة والجفاف، حيث تعمل المياه على تلطيف الجو وتمنح النفس البشرية الشعور بالوجود والحياة.
فكما قال عز وجل في سورة الأنبياء (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ)، وقال عز وجل أيضا في سورة النور (وَاللَّه خَلَقَ كُلّ دَابَّة مِنْ مَاء)، ولهذا السبب يتم استخدام المياه في كل أجزاء الحديقة أو في جزء واحد منها فقط، كما يتم استخدام المياه أيضا في النافورات والشلالات والفساقي كعنصر جمالي جذاب في الحدائق ذات الطراز الهندسي والطبيعي على حد السواء.
ويراعى عند استخدامها النقاط التالية:
- عند اختيار المسطح المائي للحديقة يجب اختيار المناطق الأكثر انخفاضا في الحديقة، ولا يجوز إنشائها فوق مكان مرتفع في الحديقة (يمكن وضع نافورة فقط).
- من أهم الشروط التي يجب توافرها في المكان المخصص للمسطح المائي هو أن يكون هذا المكان مكشوفا ومعرضا للشمس، كما يجب الابتعاد عن الأماكن التي تتساقط عليها أوراق الأشجار كثيرا، وذلك لأن هذا سوف يتطلب مجهود كبير لتنظيف المسطح المائي، وإذا لم يتم إزالة تلك الأوراق فإنها قد تتعفن داخل المياه وتصبح منفرة في الشكل وضارة.
- ينبغي أن يكون هناك تناسبا بين تصميم الحديقة المائية وتصميم الحديقة الأصلية (إما هندسية أو طبيعية)، وينبغي أيضا أن يكون هناك تناسبا بينهما في المساحة.
- يتم تصميم الحدائق المائية الطبيعية بأشكال غير منتظمة وغير هندسية، حيث تتميز بعض أجزائها بالاتساع في حين تكون الأجزاء الأخرى ضيقة ويشترط مراعاة البساطة في ذلك، ويمكن إنشاء نماذج صغيرة منها في الحدائق المنزلية المتوسطة والصغيرة.
- يمكن إقامة بعض الجزر الطبيعية في الشكل والحواف في الحدائق المائية الكبيرة لتجعل منظرها أكثر جمالا، وقد تتصل بها عن طريق شلال مائي يزيد من جمال المنظر الطبيعي ويبرزه، وفي نفس الوقت فإن مياه الشلال تتجدد أولا بأول من تلقاء نفسها، وقد يتم الاستعانة بمضخة ماصة كابسة لسحب المياه ورفعها مجددا مما يساهم في توفير نسبة كبيرة من تكاليف المياه حيث تستعمل كمية بسيطة منها فقط.
- يراعى عند تصميم الحديقة المائية أن يتم إخفاء جزء منها عن الرائي لتبعث فيه حب الاستطلاع والمفاجأة والتنوع، والتي تعد جميعها من أهم المعاني التي تميز التصميم الطبيعي وتبعث الشعور بالراحة في النفس البشرية.
- يفضل استخدام النباتات لإخفاء حواف الحدائق المائية، ومن أهم النباتات المستخدمة في ذلك النباتات التي يكون لها أفرع متدلية حتى تنعكس صورتها على سطح الماء، والتي من أمثلتها نبات التاكسوديم والصفصاف والفلفل ذو الورق الرفيع، ويمكن أيضا زراعة بعض النباتات الأخرى على الحواف مثل الإيرس البرس والبردي، كما قد يتم إنشاء كوبري أو أكثر عليها.
- بالنسبة لعمق الحديقة المائية الطبيعية (البركة) والفساقي الهندسية فلا ينبغي أن يقل عن 40 – 60 سم.
- ولتبطين قاع وجوانب الفساقي الهندسية يستخدم في ذلك إما القيشاني أو الموازيك أو الرخام، بعدة ألوان مثل الأزرق والأخضر والأبيض، ولإقامة جوانب وقاع البرك الطبيعية تستخدم الخرسانة العادية أو المسلحة وذلك بسمك حوالي 20 سم، وفي حالة عدم استخدامها يسمح بميل بسيط في اتجاه البالوعة لتسهيل عملية التنظيف للقاع،
وتقام فواصل على بعد 50 سم من الجوانب وبحيث تكون أقل ارتفاعا عنها، وفيها توضع كمية من الطمي لاستخدامها في زراعة النباتات نصف المائية، وأثناء حفر البرك الطبيعية يراعى أن تكون الجوانب بميول، مع مراعاة تبطينها بالطين الثقيل أو الخرسانة العادية أو ثبيت بعض قطع الحجارة بأشكال غير منتظمة وذلك لتدعيم الجوانب لحمايتها من الانهيار، وبين قطع الحجارة من الممكن القيام بزراعة بعض النباتات. - وحول المسطح المائي خاصة الفساقي الهندسية يمكن رصف (تبليط) إطار، أو إنشاء إطار من المسطح الأخضر، كما يمكن استخدام الأضواء ذات الألوان المختلفة للإضائة الليلية.
- كما يعتبر تجديد ماء البركة والفسقية أمرا ضروريا، ويتم تربية أسماك الجمبوزيا في هذا الماء لأنه يتغذى على يرقات الناموس، مع ضرورة زراعة بعض النباتات الغاطسة التي تقوم بإنتاج الأكسجين مثل نبات الألوديا.
- في قاع البركة الطيني يمكن زراعة النباتات المائية، أو يمكن زراعتها في أصص أو براميل ومن ثم يتم تثبيتها في القاع، وفي الحواف الخارجية لحوض الماء تزرع بعض من أنواع النباتات النصف مائية (مثل الكلا والكنا والهيديكيوم).
- للنافورات أيضا أهمية كبيرة في الحديقة، وقد يتم إنشائها على هيئة تماثيل أو مواسير ذات فتحات بزخارف وتصب الماء بطرق مختلفة، ويستخدم في ذلك موتور لتزويد النافورة بالمياه التي تحتاجها من الفسقية.
- ومن النافورات التي تتواجد في الحدائق نافورات الجدار: والتي تكون عبارة عن شكل هندسي أو تمثال متصل بجدار، بحيث يخرج الماء منه ليتم استقباله في الفسقية.
الحدائق الصخرية والصحراوية
بفضل ما فيها من أحجار وأشجار وميول فإن الحدائق الجبلية تعد تمثيلا للطبيعة الجبلية، حيث توجد جيوب بين الأحجار تزرع فيها النباتات، كما قد يقام عليها مساقط مائية تمثل الأمطار التي تسقط على الجبال.
وهناك قواعد هامة يجب إتباعها عند إنشاء تلك الحدائق، أولا لا بد من استعمال أنواع الأحجار الشائعة في المنطقة المحيطة بها، ولتحقيق الفكرة الأساسية من إنشاء تلك الحدائق وهي تصوير الطبيعة الجبلية فلا بد أن يخضع تصميمها إلى الطراز الطبيعي، كما ينبغي أن يتم إنشاء جيوب عميقة من التربة بين الصخور بحيث تتسع لجذور النباتات التي سيتم زراعتها بين تلك الجيوب.
وهناك نوع من أنواع الحدائق تستخدم فيها الأحجار من أي نوع وفيما بينها يتم زراعة النباتات، وهذه الحدائق يطلق عليها اسم الحدائق الصخرية، والتي تكون ذات تنسيق هندسي من حيث توزيع النباتات وقطع الصخور، ويمكن محاكاتها في الحديقة المنزلية الصغيرة، لكنها على الأغلب ما تكون ذات طراز طبيعي حيث ينشأ بها مرتفعات ومنخفضات تماثل الطبيعة وتشق فيها طرق رئيسية واسعة، وطرق أخرى ثانوية ضيقة ملتوية،
ويشترط أن تنشأ في مكان مكشوف لأشعة الشمس ولكنه منعزل في نفس الوقت، كما يمكن أن تحاط بسياج نباتي يعزلها عن باقي أجزاء الحديقة، أما النباتات التي تزرع فيها فتتمثل في الأشجار الكبيرة كأشجار الكافور، التي يزرع في الأسفل منها بعض أنواع النباتات التي تنمو دون حاجة لأشعة الشمس المباشرة، ومما لا شك فيه أن تناسب حجم الحديقة الصخرية مع حجم الحديقة المنشأة بها أمرا ضروريا.
وتمثل حديقة الجدار جزءا لا يتجزأ من الحديقة الصخرية، ولكن يتم إنشائها بشكل رأسي للربط بين مستويين مختلفين بالحديقة الصخرية، مع مراعاة بناء الجدار على أساس جيد من الأسمنت أو الطوب أو الأحجار الطبيعية، ومن ثم يتم تثبيت الأحجار وعمل جيوب لزراعة النباتات بينها، ومن أفضل أنواع النباتات التي يمكن اختيارها لحديقة الجدار هي النباتات المتهدلة، حيث أنها تغطي معظم الجدار مما يعطي شكلا جماليا مذهلا، علاوة على أنها تساهم أيضا في الربط بين مستويي التربة التي توجد بينهما.
وبعض الحدائق تعرف بالحدائق الصحراوية أو العصارية، والتي يتم تخصيصها لزرع النباتات الصحراوية أو العصارية، ويستخدم فيها نوع واحد فقط من الأحجار، في البداية يتم غرس القاعدة الكبيرة للحجر في الرمل، وبعد ذلك يتم زراعة النباتات فيما بين الأحجار مع مراعاة زراعتها في مجموعات غير منتظمة وبدون تزاحم، حتى تماثل ما يحدث في الطبيعة.
ومن أمثلة النباتات العصارية والشوكية التي تزرع في تلك الحدائق كل من: الأجاف، الكلانشو، جلد النمر، صبار البرص، الأوبونتيا (جنس التين الشوكي)، اليوكا، الألوي، السيريوس، الجاستريا، عمة القاضي، الستابيليا، اليوكا، وفي تلك الحدائق أيضا يمكن زراعة أنواع أخرى من النباتات تتحمل الجفاف وهي النباتات العشبية المدادة مثل اليهودي الزاحف والفربينيا تينيرا و ونبات حي علم ونبات الجازانيا.
حدائق الورد الغاطسة
يتم إنشاء هذا النوع من الحدائق في مكان ذو مستوى منخفض عن مستوى سطح الأرض في باقي أجزاء الحديقة، وللنزول إلى حديقة الورد الغاطسة يستخدم سلم، وعادة ما تخصص تلك الحديقة لنوع أزهار محدد، وبالتأكيد فإن الورود تحتل المركز الأول بين النباتات بالنسبة لتلك الحدائق، فهي من الأزهار التي يفضلها كل من الكبار والصغار،
كما أنها تتميز بطول موسم إزهارها وسهولة العناية بها، وفي المعتاد تخضع تلك الحدائق الغاطسة للتصميم الهندسي، حيث يتم تنسيقها بشكل دائري أو مربع أومستطيل، ويتواجد فيها طريقان متعامدان على سبيل المثال، ويستخدم إما الحجارة أو المسطحات الخضراء في إنشاء الطرق والمشايات لتلك الحدائق، ويوجد مزولة أو فسقية عند تقاطعها، ويتم اللجوء إلى بعض النباتات المنزرعة في برميل أو المقاعد أو الصناديق الخشبية المدهونة لتزيين جوانب الطرق في تلك الحدائق الغاطسة.
كما يمكن اللجوء لإنشاء بعض الأعمدة والبرجولات التي تزرع عليها الورود المتسلقة، وذلك للتغلب على غياب التنوع في المستويات في حدائق الورد الغاطسة، وبالنسبة للمسطحات التي تفصل فيما بين الأحواض فيفضل زراعة ورد الشمسية عليها، كما ينبغي اختيار مكان مكشوف ومعرض لأشعة الشمس وللهواء النقي لإنشاء حديقة الورد الغاطسة، وكذلك لا بد أن تتوافر فيه تربة جيدة الصرف وغنية في نفس الوقت، مع ضرورة حماية هذا المكان قدر الإمكان من الرياح القوية.
الحدائق النباتية
تمثل الحدائق النباتية مساحة من الأرض تم تخطيطها وفقا لنظام محدد، وتشتمل على تنوع من النباتات ذات الأشكال والأحجام والأصناف المختلفة، والتي يتم توزرعها حسب التصنيف إلى مجموعات، وبهذا الشكل فإنها تحقق منظرا طبيعيا مريحا لروادها يبعث على الهدوء، كما أنها تسهل دراسة النباتات والتعرف عليها حسب أنواع كل منها.
وبهذا فتكون الحدائق النباتية هي الحدائق التي تشتمل على تنوع من النباتات المختلفة، سواء نباتات محلية تنتمي للبيئة التي يستم إنشاء الحديقة فيها، أو نباتات قد تم استيرادها من بيئات أخرى، وذلك من أجل دراسة تلك المجموعات من النباتات من عدة أوجه، سواء الأوجه الوراثية أو الفسيولوجية أو المورفولوجية،
وكذلك دراسة مدى تفاعل تلك التراكيب الوراثية المختلفة مع العوامل الجوية للبيئة التي ستزرع فيها، علاوة على دراسة موقعها من التقسيم في المملكة الوراثية وغير ذلك، ولتسهيل الدراسة على الباحثين أو الدارسين يشترط ترتيب النباتات التي تزرع في الحدائق النباتية على شكل مجموعات وفقا لعائلة كل نبات وجنسه، بحيث يكون من السهل دراسة خصائص وصفات عائلة النباتات وجنسها والمقارنة فيما بينها،
وهذا الترتيب يسهل أيضا التعرف على مدى نجاح عمليات التهجين التي تتم بين أنواع وأجناس النباتات المختلفة، شريطة أن يتم زراعة النباتات التي تم تهجينها بالقرب من أبويها.
وفي المعتاد فإن نباتات الفلورا الوطنية تلاقي نجاحا بالنسبة للبلد الذي سوف تقام فيه الحديقة النباتية، ولكن التحدي الأكثر صعوبة هو أن تلاقي النباتات التي تم استيرادها من بيئات أخرى نفس نجاح النباتات الوطنية، حيث يوجد عدة عوامل يتوقف عليها نجاح تلك النباتات المستوردة أهمها هي العوامل الجوية الخاصة بالمكان الذي سوف تزرع فيه، ومن هنا ينشأ دور الصوب ففي البلاد ذات الطقس البارد تكون هناك حاجة إلى الصوب المدفئة، وذلك لبرودة الطقس في تلك البلاد (مثل حديقة كرستينا النباتية في دولة النرويج)، والعكس صحيح في حدائق لوتنزورج النباتية الموجودة في جزيرة جاوة والتي تكون بحاجة إلى صوب مبردة لشدة حرارة الطقس في تلك المنطقة.
وبالنسبة للحال عندنا في مصر فإننا لسنا بحاجة سوى إلى بعض الصوب المدفأة، وذلك لزراعة بعض نباتات المناطق الاستوائية الحارة التي يكوز زراعتها في العراء أمرا غير ممكنا، كما أن تلك الصوب تكون ضرورية أيضا لحماية بعض أنواع النباتات الغير قادرة على تحمل شدة البرودة في فصل الشتاء، مع الأخذ في الاعتبار إمكانية خفض درجات الحرارة إلى حد ما في هذه الصوب خلال موسم الصيف، لتصبح ملائمة لنمو بعض نباتات المناطق الباردة.
بعض أنواع الحدائق النباتية تعرف بالأربوريتم، وهي التي تقتصر فقط على زراعة الأشجار دون أنواع أخرى من النباتات التي تنتمي إلى المملكة النباتية، ولتسهيل عمليات البحث العلمي والتعليم في هذه الحدائق يجب أيضا زراعة الأشجار فيها بترتيب وفقا للعائلات أو الأجناس، حيث يتم وضع لافتة على كل شجرة يدون عليها اسم الشجرة العلمي واسم الشجرة العربي (إن وجد) وإسمها باللغة الإنجليزية واسم العائلة التي تنتمي لها تلك الشجرة والموطن الأصلي لها، بالإضافة إلى تاريخ زراعة تلك الشجرة وبعض الخصائص المميزة لها.
بشكل عام يمكننا اعتبار الحدائق النباتية عبارة عن متاحف نباتية مكشوفة، أو فصول دراسية مفتوحة في الهواء الطلق تسمح للباحثين والدارسين بدراسة خصائص النباتات ونموها تحت الظروف الطبيعية، ومن ثم لا يتم تقليم أو تشذيب تلك النباتات وإنما تترك على طبيعتها
(هناك حالات تستدعي التقليم وهي وجود فرع مصاب بمرض علاجه ليس سهلا ويخشى من انتقال العدوى لباقي أجزاء الشجرة أو الأشجار المجاورة لها، وأيضا يسمح بالتقليم في حالة انكسار أحد الأفرع والذي يكون مشوها للشكل الجمالي للشجرة)، مع مراعاة تسجيل تلك الحالات في سجلات خاصة لكل شجرة، ويتم الاحتفاظ بها كوثائق ضرورية للحديقة.
علاوة على ما سبق فإن للحدائق النباتية أهمية أخرى، فهي تفيدنا في التعرف على صلاحية النباتات للاستخدام في إنتاج الأخشاب أو للاستخدام كنباتات للزينة، أو للاستخدام في أغراض أخرى متنوعة، كما تفيدنا أيضا في التعرف على أثر نقل الأشجار من بيئتها الطبيعية إلى بيئة أخرى مغايرة في نفس المنطقة،
مثال على ذلك هناك نباتات تنمو في الصحراء بشكل طبيعي ولكننا نجهل ما سيحدث لها ما إذا تم زراعتها في أراضي عادية غير صحراوية والعكس أيضا، وأيضا النباتات التي تنمو على المرتفعات والجبال فمن الممكن دراسة مدى تأثرها بالزراعة في وديان منخفضة، وليس ذلك فقط فإنننا يمكننا أيضا التعرف على أثر زراعة تلك النباتات على البيئة التي سوف تزرع فيها (رطوبة – حرارة – ضوضاء – تلوث – حركة الهواء).
تجمع الحدائق النباتية في عدة أمور فيما بينها مثل أغراض التعليم والبحث العلمي، سياحة الجمهور والتنزه، مثال على ذلك حدائق باريس وحدائق نيويورك النباتية وحدائق برلين وحدائق كيو النباتية التي تقع بالقرب من مدينة لندن، وفي مصر كل من حديقة جزيرة النباتات في محافظة أسوان وحديقة الأورمان النباتية،
بل إنها تكون ذات أهمية أكبر بالنسبة لمصر وذلك لعدم وجود الكثير من المتنزهات العامة فيها، وأيضا للتشجيع على غرس حب النباتات واحترام النباتات بين الشعب بمختلف طوائفه (خصوصا النشء الجديد من الأطفال)،
حيث تعتبر تلك الحدائق النباتية بمثابة متنزهات عامة باختلاف أقسامها، والتي تشمل الحديقة المائية وحديقة الورود وحديقة النباتات الشوكية والعصارية بما فيها من مجموعات نباتية متنوعة كالأشجار والشجيرات والزهور،
وبالتالي فهي لا يمكن أن تسبب مللا للزوار لأنها ذات أجزاء متنوعة وخاصة عند مراعاة زيادة مساحات المسطحات الخضراء عند إنشائها، وأيضا عند توفير المنشآت الضرورية التي يحتاج لها الرواد مثل المقاصف ودورات المياه والبرجولات والمقاعد، وجميع ما يحتاجه الرواد من سبل الراحة والاستمتاع.
ومن الأفضل خضوع الحدائق النباتية والأربوتم إلى الطراز الطبيعي في التصميم، وذلك لما تتميز به من مساحة كبيرة وتنوع في النباتات واختلاف في طبيعة نمو النباتات، وحاجتها إلى النمو بشكل طبيعي دون تقليم أو تشذيب، بالإضافة إلى حاجتها إلى زراعتها في مجموعات وفقا لفصائلها وعائلاتها وأجناسها والتي تكون متباينة في الأشكال والأحجام وهو ما لا يتوافق مع الطراز الهندسي بسبب عدم وجود التجانس فيما بينها،
ومع ذلك فإنه يمكن اللجوء إلى استخدام الطراز الهندسي في تصميم بعض أجزاء تلك الحدائق النباتية، مثل الأجزاء الخاصة بحديقة الصبارات وحديقة الورد، شريطة عل سياج نباتي حولها لعزلها وحجبها عند الأجزاء الأخرى من الحديقة.
حدائق الأطفال
في المدن الكبيرة يتم تخصيص حدائق للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 – 7 سنوات، وهذه الحدائق ذات أهمية كبيرة جدا لسكان الأحياء الشعبية من ذوي الدخل المحدود أكثر من الأحياء الراقية، حيث أن تلك الأحياء الراقية يكون معظمها يشتمل على الكثير من الحدائق المنزلية الخاصة، ومن الضروري أن تكون مساحة حدائق الأطفال لا تقل عن 1000م2، والمساحة المثلى لحدائق الأطفال هي بين 2000 – 4000م2 (بما يتلائم مع مساحة الكتلة السكنية).
ومن أهم الشروط الواجب مراعاتها في حدائق الأطفال البساطة في التنسيق، وبقدر الإمكان تكون حدائق الأطفال خالية من أحواض الزهور لتجنب العبث وقطف الزهور، مع مراعاة الاهتمام بجميع وسائل الترفيه والألعاب المخصصة للأطفال في هذه الفترة العمرية،
ولحماية الأطفال من مخاطر الطريق يجب أن تكون الحديقة محاطة بسياج جيد، بحيث لا يكون له أكثر من مدخلين وذلك حتى لا يخرج الأطفال من مدخل آخر على غفلة من ذويهم،
كما ينبغي إنشاء هذه الحدائق بالقرب من التجمعات السكنية حتى لا يضطر الأطفال إلى تخطي الشوارع المليئة بالسيارات، ويتم الاكتفاء بالمسطح الأخضر المتسع في تنسيق هذه الحدائق،
بالإضافة إلى الإكثار من زراعة أشجار الظل لحماية الأطفال من حرارة الشمس وأشعتها الضارة، وأيضا لا بد من توفير الكثير من أماكن الجلوس والمرافق الهامة مثل دورات المياه وأماكن الشرب، مع ضرورة وجود طرق مرصوفة ومبلطة ليتمكن الأطفال من اللعب والجري عليها وقيادة دراجاتهم دون الخوف من التزحلق أو التلوث بالطين أثناء رش الحديقة،
كما يتم إنشاء حوض مملوء بالرمل الأبيض النظيف بحيث يكون عمقه 30 – 50 سم من أجل لعب الأطفال، كما يتم إنشاء مجموعة من الأرجوحات ولعب الأطفال والتسلية مع مراعاة فرش أسفل الأرجوحة من الرمل لحماية الأطفال عند سقوطهم، بالإضافة إلى اختيار الألعاب الأخرى التي تحث الأطفال على ممارسة الرياضة المناسبة لسنهم دون إصابتهم بالمخاطر، والتي تبعث فيهم روح الابتكار والتجربة.
ويراعى تجنب عدة أمور في حدائق الأطفال فلا يتم زراعة أي نباتات شوكية أو نباتات سامة أو نباتات يمكن أن تصيب الأطفال بالالتهابات والحساسية (مثل نباتات العائلة الإيفوربية)، وكذلك لا ينبغي تسميد النباتات بالأسمدة البلدية حيث أنها قد تؤدي في بعض الأحيان إلى الإصابة بمرض التيتانوس، كما يمنع أيضا إنشاء مجاري مائية في حدائق الأطفال.
حدائق الحيوان
يتم إنشاء حدائق الحيوان بجوار المدن الكبرى ويكون لها مساحات مختلفة، فبعض حدائق الحيوان تكون كبيرة المساحة حيث تزيد مساحتها عن 1000 فدان، بينما تكون بعض حدائق الحيوان صغيرة المساحة لا تزيد مساحتها عن عشرات الأفدنة (مثل حديقة الحيوان بالجيزة التي تقدر مساحتها بحوالي 80 فدان).
ويتم إنشاء حدائق الحيوان بهدف عرض أنواع الحيوانات والطيور المختلفة، والتي يتم تنسيقها وفقا للتنسيق الطبيعي غير المتناظر، حيث يتم تهيئة بيئة خاصة لكل مجموعة من الحيوانات التي تنتمي إلى موطن واحد، ويتم محاكاة هذه البيئة التي تعيش فيها الحيوانات طبيعيا وصناعيا عن طريق بناء الكهوف والربوات والمجاري المائية والجبلايات بما يتناسب مع موطن كل حيوان،
مع زراعة نباتات تنتمي إلى نفس البيئة، بحيث يكون الحيوان عند وضعه في ذلك المكان يبدو كما لو أنه في موطنه الحقيقي، وحاليا يتم الاتجاه إلى عدم حبس الحيوانات في أقفاص في التصميمات الأكثر حداثة في حدائق الحيوانات،
وذلك بترك الحيوانات حرة طليقة بحيث يمكنها التحرك بحرية في بيئة محاكية لموطنها الأصلي، مع وضع خندق عميق أو سور مرتفع يفصل بين الحيوانات والجمهور بحيث لا يمكن عبور هذا السور، فبهذه الطريقة تعيش الحيوانات في حالة طبيعية مما يساعد على تحسن صحتها.
فمثلا يتم إنشاء منبسط رملي متسع أو تل من الصخور يمكن للحيوانات التسلق عليه أو إنشاء الكهوف التي تعيش فيها الحيوانات في موطنها الأصلي، وذلك يكون مناسبا لحيوانات الصحارى مثل الغزلان والأيائل والكباش الجبيلة والوعول، ويتم إنشاء الكهوف الصخرية البيضاء محاكاة للكهوف الثلجية ليعيش فيها حيوانات المناطق الباردة مثل الدببة،
مع إنشاء منبع من المياه لأجل تلك الحيوانات، بحيث يتدفق الماء إلى أجسامها على شكل رذاذ ثم يصب بعد ذلك في بركة صغيرة يمكنها السباحة فيها، كما يتم إنشاء المجاري المائية والبرك الصناعية الواسعة من أجل الطيور المائية كالبجع والبط والحيوانات المائية مثل فرس النهر وسبع البحر،
ومن الأفضل الفصل بين هذه الأقسام فهي أقسام مختلفة التصميم ومختلفة في أصناف النباتات التي تزرع فيها، مع ضرورة عدم الإخلال بالترابط والوحدة التي تجمع بين جميع أجزاء الحديقة.
ومن القواعد الهامة أيضا في تصميم حدائق الحيوان وجود الكثير من الأشجار لتوفير الظل، وأيضا كثرة المسطحات الخضراء التي تسمح للأطفال باللعب وللزوار بالراحة والاسترخاء، كما ينبغي أيضا توفير المقاعد اللازمة لاستراحة الرواد أثناء تجولهم بالحديقة،
وكذلك لا بد من عمل إطار من الحديد والسلك لمنع وصول الحيوانات آكلة الأعشاب إلى الأشجار والنباتات المنزرعة حتى لا تتسبب في إتلافها، وبشكل عام فإن حدائق الحيوان هي ليست مكانا لعرض الحيوانات فقط فهي أيضا حدائق عامة للتنزه والتسلية خصوصا للأطفال الصغار فهي محببة إليهم، وتعتبر حدائق الحيوان كذلك مكانا لتعليم وثقافة الجمهور.
الحدائق الساحلية
في المدن الساحلية كمرسى مطروح والغردقة والأسكندرية والعريش تعتبر المناطق القريبة من شاطيء البحر هي من أهم المناطق العمرانية في تلك المدن، وذلك لما تمتاز به من جو لطيف وجميل بفضل نسيم البحر البارد الذي يلطف حرارة الجو في فصل الصيف الحار، كما أن هذه المناطق تتمتع بمناظر خلابة بما تحويه من سهول رملية وصخور طبيعية تتأتي عليها أمواج البحر فتتكسر، بالإضافة إلى خلو هواء المناطق الساحلية من الغازات السامة والملوثات والضجيج الذي يتسبب في توتر الأعصاب، فدائما ما يكون هواء المناطق الساحلية نقيا ونظيفا.
ولاكتمال الصورة الجذابة لا بد من إحاطة المنازل والفنادق بالحدائق الجميلة، وزراعة الأشجار في جوانب الطرق، وتغطية الأراضي بالمسطحات الخضراء الواسعة، ولكن تحقيق ذلك هو أمر صعب إلى حد ما وذلك نظرا لعدم وجود الكثير من نباتات الزينة التي يمكنها النمو بحالة جيدة في البيئة الساحلية،
حيث أن البيئة الساحلية تكون دائما معرضة لرياح شديدة تأتي محملة برذاذ ماء البحر المالح واليود، بالإضافة إلى ارتفاع نسبة الملوحة في الجو وفي التربة التي تؤثر سلبا على خواصها الميكانيكية والكيميائية، وأحيانا ما تزداد شدة الرياح وقوتها وتتحول إلى زوابع شديدة يمكنها اقتلاع النباتات من الجذور،
وليس ذلك فقط فإن تلك الرياح الشديدة تتسبب في فقد النباتات لنسبة كبيرة من الرطوبة، وعلاوة على ذلك فإنها تتسبب في إتلاف أنسجة النباتات حيث أنها تأتي محملة بذرات الرمال الخشنة، وكذلك فهي تتسبب في هلاك الكثير من النباتات لما تحويه من كميات كبيرة من أملاك كلورو الصوديوم الضارة التي تكون موجودة في تركيزات سامة،
ولذا ينبغي عند اختيار النباتات في البيئة الساحلية أن يتم اختيار الأنواع التي تستطيع تحمل هذه البيئة دون إصابتها بمخاطر، ومن أكثر النباتات التي يمكنها تحمل ظروف البيئة الساحلية كل من البراهيا والشوانجتونيا ونخيل طاحونة الهواء والكوكس والفوانكس كناري والجوبيا.
ولا بد من مراعاة حصول الأرض على نسبة عالية من الترطيب باستمرار، لأن الرياح الشديدة التي تتعرض لها البيئة الساحلية تسبب جفاف النباتات بسرعة نتيجة لزيادة معدل النتح، ولذا فإن أنسب ما يمكن القيام به هو زراعة أحد أنواع مغطيات التربة التي تعمل على حماية التربة من فقد المياه بسرعة، وتعمل أيضا على تقليل حبات الرمل الخشن التي تكون الرياح محملة بها وتتسبب في إتلاف أنسجة النباتات.
كما يعتبر ضعف التربة ونقص العناصر الغذائية فيها من أهم المشاكل في البيئة الساحلية، حيث أنها تتسبب في ضعف نمو النباتات بشكل عام مما يجعلها معرضة للإصابة بالأمراض والحشرات بشكل كبير،
ولذلك ينبغي أن تحصل على التسميد الجيد الذي تحتاجه باستخدام الأسمدة المعدنية والعضوية، ومن الأفضل القيام بجلب تربة جديدة من منطقة بعيدة عن الشاطيء، وإزالة الطبقة السطحية لأرض الحديقة واستبدالها بالتربة الجديدة.
Pingback: ما المقصود بالحديقة؟ - مرشد سياحي